موج البحر عضـــو نشــيط
عدد الرسائل : 51 البلد : فلسطين تاريخ التسجيل : 09/03/2010
| موضوع: هذيان ما قبل النوم الجمعة مارس 19, 2010 1:17 pm | |
| نص بمزاج مختلف..!!
حسنا ..لا تعتبروا هذا هذيان ..بالضبط ربما هو فقط هذولة ما قل النوم..!
لم يبقى متسع للحرف ولا للدمع.. أظنني نزفت كل أوردتي ..حتى خبوت... وجف مائها ..ورواؤها ...وقرارها .. عشش في دمي برد .. برد مخيف.. يبث في نفسي اغتراب موحشا ..
يجعلني أتسال مليا..لماذا ؟
صدقا ... لا ادري لما اكتب هذه الكلمات.. لما ! بهذا المنظر الكئيب ..! على الأقل حاليا ... لا علة عندي .. بعينها! هي أخيلة .. وأشباح للعل كثيرة
ربما .. يظل للحزن رطوبة .. تتكاثف فجأة على الجدران التي اتكأنا على زندها ذات بوح .. فاختزلت أبخرة أصواتنا الموجوعة... وأنفاسنا المكسورة... ثم سكبتها برفق من أعيننا ..حين غفلة ..أو طرفة سهو.. قد لا يكون أسلوبها متعاطفا لبقا هكذا..
هذا يتبع أمزجة الجدران...!
قد ..تفغر فاها ..صارخة بما عرفته عنا بصفاقة.. ليس قصدها تذكرينا ..بالضبط.. إنما يعز عليها ..تركها تلوك وجعنا وحيده..
أحيانا.. قد تهمس لك بحزنك .. بتريث مفتعل .. اضحك من نفسي .. هل الجدران تفعل ..! نعم إنها تفعل .. بل فعلت احايين كثيرة .. قد يكون هذا الحين .. حينا منها ..!
نعم ولم لا ..
أليست الشيء الوحيد الذي ننتقيه من دون خلق الله .. فندس أنفسنا بينه.. شاكين باكين.. زافرين.. ملقين على مسامعه أصناف وألوان كآبتنا.. بما ان هنالك لصوت البوح مكان في زواياها... في جوفها .. فلا بد من رجع الصدى..
بلا لسان ..! ليس ثمة شيء بلا.. لسان ...كل شيء .. سياتي شاهدا بكل الألسن.. يوم تبتلع أنت لسانك.! أخال كل الأشياء .. لديها من الحناجر كفاية لتبتلع كلماتي ...جميعا ..ثم تلقيها في وجهي فتبهته.. على حين غفلة.. او على حين موعد.. لا فرق..
كما تفعل الجدران ... في حين الهذيان هذا !
ثم ماذا ..
واقول نامي .. كفى نامي ..
لماذا نكلف أنفسنا عناء الحزن..! نكلف أنفسنا عناء وجع ..تجرعناه بما يكفي..فيما مضى لماذا يظل يراودونا ... من الحين للحين...
كلا .. للعدل والإنصاف .. نحن من نراوده ..
بل نحن نمارس المراوده باصرار اكثر .. بل بتعنت الاصرار.. نراوده .. عن مكامنه القديمة .. عن دثارة عن دموعه ..حتى عن سلامه الذي لا يلبث ان يرفع رايته .. بعد شطر زمن عن ولادته! نتحركش به عمدا..نغرس أظفارنا في ظهره.. نقد قميصه من دبر .. ولا نكف .. وان شهد شاهد من أهله.... ! ولا نكف ! كيف يمكن ان نعيش ..! كيف يمكن ان نعيش..! كيف يمكن ان نعيش... ونحن حقا ندرك ..أن ما مضى..وما كان وانقضى.. حقيقة قررتها دهور لا تلتفت إلى أعمارنا الضئيلة ... فضلا عن أيامنا.. وان الغد قادم ..لا محالة .. بنا او من دوننا .. ! حقيقة قدرها ..من هو اكبر منا..ومنها ..
لماذا ..نصر على الوقوف على الحافة الموجعة بينهما.. ثم لنشنق أحلامنا ... بعجز مقزز..
نامي نامي رغبة حزن تنتابني .. ليست جديدة البته..! اعرفها جيدا هذه الموجة اعرف طعمها المالح..أحفظ تفاصيلها عن ظهر قلب..! وأقول بصراحة.. أحيان كثيرة انا لا أخشاها .. محترفة انا.. محترفة حزن من أجود الأصناف وانقاهى.. ومحترفة عدم حزن.. حرفية عالية المستوى..! هل عرفتم أحدا قبلي يتقن حرفتان كل بيد.. هل عرفتم من يستثير الجدران كي توجعه.. وهل عرفتم من يسكن ألم الجدان .. ويتقن الانسلال منها ومن بوحها كقطرة دمع حلوة..! انا افعل .. افعل .. بل اسحبني كالشعرة من عجين حزني.. .. كأفضل ما تخرجها يد عجان.. إذا ما شئت ..اقصد اذا ما تكرم مزاجي وسمح.. وهنا مربط الفرس.. مزاجية مقيتة تفتك بي . ترخي مفاصلي .. تجعلني طوعاً أتهاوى.. وبرغبتي أزج نفسي على مقاعد المتفرجين ..اترك الريح تلعب في ملعبي..
على حين صمت مغرق الهذولة ..ها انا ابتر أطرافي ..التي عن قريب نمت ..كأطراف زاحفة .. قطعتها قدم عمياء..
في هذا السياق ..! كنت دائما اتسال .. ما ذنبها تلك الزاحفة..حتى ..ولو خلقت زاحفة ..! الكل.. بمجرد ان جاء بها سوء حظها الى مرمى البصر.. يجمع لها ما لا يجمعه لعدو من الأحذية المتسخة او النظيفة.. !
أعليها ان تموت سحقا ..او تعيش مبتورة تكابد ألام الرتق .. بغير سبب منطقي..! هل هناك سبب منطقي ! الحقيقة أنا لا أجد... مثلما لا أجد أي سبب منطقي لظواهر كثيرة ..كثيرة ..أخرى.. تظهر فيها عجائب سلوكيات البشر.. كم تحرق قلبي تلك الاشياء .. معدومة العلل...! هل اتذكرها ..؟! ويحي اراني انجر الى موقد النار.. لا الى نومي.. وتزل قدمي .. والقصد ان تزل عيني ...
ما الذي اجنيه على قلبي..
كفى بالاه .. هل من عاقل .. يقف على شفى حفرة .. ! ويعرف انه يترنح بهبة ريح..!
اسكتي ثم الى النوم من دون بنت شفة
على سيرة الأحذية.. والزواحف !! لم اعرف ما الذي جرى لصاحب الحذاء البطل .. بعدما رمى عقرب مشهور ليس ببعيد لدغه .. تمر بذهني صورته عندما انهالت عليه الأكف الخسيسة ضاربة اياه..
مع الأسف .. هكذا نعامل أبطالنا .. فلا غرابة من أن تعاملنا البطولة بالمثل...
المشكلة ليست هنا..! المشكلة هي ان.. كل الزواحف تضرب بلا ذنب .. وتُسحق بجميع ما يتاح من أحذية.. ونحن .. العقرب الذي يلدغنا بحقد.. نلدغ من يضربه..! مع العلم انه ضربه بحذاء نظيف..!
نامي .. نامي ..
اتسائل .. ما دام اليوم سيمضي ويلتحف سرابيل الماضي مع إخوته..ويتعلق مشنوقا ..في برزخ بين الأرض والسماء .. إلى أن يحين يوم البعث ...! تاركا لنا خيار فضفاضا .. واسع الأكمام .. أن نمرر له بعض الحسنات.. وان نقرا على روحه البرزخية الفاتحة... فيبيض وجهه الميت.. ويصير قادرا على ان يشفع لنا يوم نستنجد به.. لما لا نفعل ..! لما فقط.. نمضغ سيرته غيبه.. لتمتلئ بطوننا لحم ماضينا الميت ..!
اعتقد ان من الأسلم أن نقرا الفاتحة.. علينا.. أن نقراها بخشوع جلي .. انه على الأقل يومنا الذي كان ذاك..لم يحملنا معه الى خبر كان .. فحسب... بل.. هو تفضل علينا .. وترك الطريق مفتوحة ... لاشراقة فجر جديدة..
نامي .. نامي .. | |
|