يُعد مجتمعاً نامياً كغيره من المجتمعات العربية
لكنه كان هادئاً ينعم بإستقرار اقتصادي نسبي
مجتمع عفوي طيب تتحكم به القبلية والعادات والتقاليد
متماسك , محافظ كثيرا ومنغلق على نفسه قليلا
مادياً يصنف الى ثلاث طبقات
فقير .. متوسط...غني
يأكل مما يزرع
اقتصاده يعتمد على الزراعة كثيراً
وأموال مايزيد عن 2 مليون مغترب تضخ
ببنوكه وآبار بترول مُشغلة بكيفية ,لا تُسمن
ولا تُغني من جوع
وفي صباح خميس لعين
استيقظ العالم على غزو صدام للكويت
واعقبه حرب الخليج
فتغير فجأة حال ذاك المجتمع وأنقلبت موازينه
نتيجة تضامن من إدارته غير مدروس مع الغزو
وأٌعيدت أكثر من مليون ونصف عمالة غير مهنية "فنية مساعدة"
وبمهارة عاطلة ليس لها سوق تحولت الى بطالة بدلاً من
ايدي عاملة مغتربة وترتب علي هذا , في مجتمع متوسط
الاسرة فيه 5 أفراد ,وجود 7.500,000 نسمة تحت خط
فقر الغذاء",ثلثي المجتمع",وبهذا تغير تصنيف المجتمع
فأختفت الطبقة المتوسطة وصار هناك طبقة تحت خط الفقر
وطبقة فقيرة , وثالثة غنية جداً
وزاد الطين بلة , احداث ال11 من سبتمبر
فعاد كثيرون ايضاً , وفي ذات الوقت أستثمر كثيرون
بالبلد وشُهدت صحوة رسمية حولته الى مجتمع سياحي
وما أدراك ماذا يعني أن يتحول المجتمع الى مجتمع سياحي
في قاموسنا العربي! رافقته ثورة اخرى كبرى تُسمى ثورة
معلومات وعصر عولمة حول العالم الى قرية صغيرة
كان لهذا المجتمع العفوي نصيب الأسد منه فدخلته مدمرتي
كول الاولى كول اتصالات" الجوال او الموبايل
والثانية كول "ايضاً " الإنترنت وانطلاقاً من ثقافتنا العربية
السلبية في التعامل مع هذين المدمرتين ومواجهة ثورة تقنية
المعلومات وفي مسار الفقر المدقع وما يترتب عليه في غياب
القيم والمبادئ والرقابة والفضائيات المخلة والسياحة الجميلة
في المفهوم العربي فكانت النتيجة طفرة غير عادية ونقلة جذرية
ليتها كانت للقمة بل لقاع الحضيض
فقط ضع مفتاح البلد واضرب اي رقم وانت وحظك
وايضاً شطارتك ان كنت انت تحاول من بلدك لداخل هذا
المجتمع او احد من هذا المجتمع يحاول تجربة حظه مع
خارجه فزاد عدد السياح القادمين للتمتع بمناظر المجتمع
الخلابة حتى وصلت السياحة الى المنازل وازدهرت التجارة
حتى تناولت الجسد وظهر في هذا المجتمع نوع غريب من
العلاقات "التجارة " أُطلقت عليه العديد من المٌسميات
"زواج الصداقة " و "الزواج العُرفي " " زواج المتعة "
و "زواج المسيار"
فوُجدت أكثر من 20 حالة زواج عُرفي بين طالبات المدارس
مع شباب عرب عبر علاقات دولية ماسنجرية او موبايلية !
لما لا ؟ فهو عربي وزيتنا في دقيقنا كما يقول المثل
وتفشت ظاهرة جديدة أسماها الواقع المُر "الزواج السياحي"
وبلغ في عام 2006 عدد الفتيات اليافعات "15-17 سنة"
ممن دخلن حضيرة الزواج السياحي 1200 فتاة , بدون زوج
فقد ذهب ليحضر الفيزا بعد الزواج بشهر ولم يُعد منُذ أكثر من
عامين او ثلاثة منهن مالايقل عن 500 فتاة (وتُعد طفلة حسب
القواني الدولية ) في سن ال15 ,و16 أصبحن امهات لأطفال
وهن بدون عائل \عمل\ بدون زوج شرعي , طبعاً مادام الزواج
يتم بطريقة تقليدية عند أمين الحي فشرعاً وقانوناً يعتبر زواج
باطل إذا لم يُصدق عليه ولي " قاضي محكمة"
ليس لهن ذنب سوى طمع اهل وقلة حيلة وانعدام قوت و نضرة
شباب يافع تفتن القادم من احضان زوجة هدها العمر والانجاب
او المرض ,فما الضير في أن يستمتع شهر من عمره بعيدا
عنها وهو لامحاله عائد لزوجته الشرعية,او ذاك الشاب الذي
اعجزه غلاء المهور ببلده ويهوى المغامرة فلا ضير ان يعيش
الحب والتجربة فترة من الزمن بزواج غير رسمي لن تُحاسبه
عليه بلده التي تحظر الزواج من غير بلده
في غمرة قرأءتي لماجاء في تقرير رسمي عن عدد ضحايا
الزواج السياحي وخلال زيارتي لاحد دور الجانحات (الفتيات
القاصرات في خلاف او نزاع مع القانون= الاحدث) وما رأيت
فيه من أهوال يشيب لها الرأس , وجدتني أجد لهذه العلاقة
تفسير ومُسمى واحد لا غير, فهذا ليس زواج بل
" تجارة جسد "
نعم تجارة تجسد من قبل الأسر ومن قبل الفتاة ذاتها!
وأرهقني التفكير ابحث عن سبب يقنعني بمبرر واحد لكل هذا
فما وجدت سبباً مقنعا !! فمهما بلغ ضيق الحال وعجز اليد
وعوز أضنى وأذوى الجسد ,تظل هناك الروح السامية بداخل
الانسان تمده بقيمه وتزوده بالمبادىء والصمود والصبر !
ويظل العقل الذي يبين لي بمنطق الصح من الخطأ!
والحقيقة من الزيف!
ومازلتُ أسأل وأتسائل حتى اللحظة!
أيُعقل أن تبيع الفتاة جسدها لقاء الحب فقط
أيُقعل أن يذهب المال عقل ألأهل فلا يدركون أي هاوية
سحيقة يقودون بناتهن إليها!؟ أي حب هذا يجعل فتاة في
عُمر الزهور تضيعه مع رجل لاتعرف أصله لا تعرف
أخلاقه ؟ ألا تدرك ان كثيرون خلف الشاشة العنكبوتية
يتجملون , وغير صادقين ؟ وأنها كالحياة تماماً خلفها
وفيها الغث والسمين , الطيب والخبيث , المجرم والصالح
الشيطان والانسان؟
والأهل كيف يزوجون بناتهن فلذات أكبادهن بشخص لا يعرفون
عنه سوى انه يملك المال؟ كيف تغرهم سيارة فخمة بالغالب
مُستأجرة ويقذف إبنته في أحضان المجهول؟
فتيات في عمر الورد يُسقن للموت بزواج من رجل يكبرهن
سنينا عديدة لا لشيء سوى المال؟ وحلم زائف بسعادة زائفة
وبعد أن كانت تعجز عن قوتها صارت مٌثقلة بمسئولية طفل
لا قوت ولا أب؟
اي حب هذا يبيع الانسان لأجله نفسه وينسى عقله لأجله؟
اي متعة زائفة يشعرنها ببيع جسدهن وأرواحن وقلوبهن
ليجدن بعدها أنفسهن ملقيات على قارعة الطريق؟
واقع مؤلم في ذاك المجتمع وجدتني لا أتمالك نفسي من رصده
و تجسيده بألم ينزفه قلمي خاطرة وتساؤلات مُرة أمر من الحنظل
حُرقة تئنها روحي حصرة على بناتنا كيف أصبحن وكُُن ضحية
لجهل أسرهن وعوزهن !
وأسأل نفسي سؤال أخير يقودني الى إستفهامات عدة
أين ذهبت قيم المجتمع ؟
ومن المسئول عن وئدها ؟؟
وأتذكر " وكلكم راع وكل راعٍ مسئولٌ عن رعيته"
وأسأل : تُرى كيف سيقابل الرعاة الله يوم القيامة؟
رضي الله عنكَ ياعمر بن الخطاب
يا من " عدلت فأمنت فنمت"
أينام هؤلاء؟
أسئلة احترت فيها
هامش:
فقر الغذاء: يعني لا يجد حتى قوت يومه